• الرئيسية
• بطولات عربية

قبل أيام قليلة من صافرة البداية للموسم الجديد من الدوري السعودي، فاجأ الاتحاد السعودي لكرة القدم الأندية والجماهير بإقرار تعديلات عاجلة على لائحة المسابقات، وهذه التغييرات لم تأتِ من فراغ، بل ارتبطت مباشرةً بالأزمة التي فجّرها انسحاب نادي الهلال من المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي التي تستضيفها هونغ كونغ، حيث يلعب النصر ضد الاتحاد في نصف النهائي الأول، بينما يلتقي الأهلي مع القادسية في النصف الآخر.

أبرز التعديلات في اللائحة الجديدة

وفق ما نشرته صحيفة "الرياضية" السعودية، شملت التعديلات عدة نقاط جوهرية، من بينها:

• إضافة مادة جديدة (رقم 9) خاصة بالانسحاب، تنص على تحمل النادي المنسحب من أي بطولة تُحدد جداولها مسبقًا، تعويضًا ماديًا عن الأضرار والخسائر، على أن يحدد الاتحاد السعودي قيمة هذا التعويض.

• تقديم تقارير إلحاقية: يحق لمسؤولي المباريات رفع تقرير إضافي في حال احتاجوا وقتًا أطول لتدوين الأحداث، على أن يتم تسليمه إلى لجان الانضباط والأخلاق والمسابقات بموعد أقصاه الساعة 11 صباح اليوم التالي.

• تعزيز الشفافية الإلكترونية: استمرار تزويد الفرق بنسخ من تقارير الحكام والمراقبين مباشرة بعد المباريات عبر النظام الإلكتروني، مع إلزام اللجان المختصة بإرسال نسخها خلال ساعتين فقط من نهاية اللقاء.

• إلغاء اللائحة السابقة: حيث تم اعتماد التعديلات الجديدة بدلًا من النسخة المعلنة في ديسمبر 2024، ما يجعلها ثالث تعديل منذ انتخاب ياسر المسحل رئيسًا للاتحاد في 2019.

أزمة الهلال وراء التعديلات

انسحاب الهلال من كأس السوبر بسبب ضيق فترة الإعداد بعد مشاركته في كأس العالم للأندية، كان الشرارة التي دفعت الاتحاد السعودي لإقرار هذه التغييرات، فقد اعتبر اتحاد القدم أن انسحاب الهلال يشكل مخالفة جسيمة، ليصدر قرارًا من لجنة الانضباط والأخلاق في 6 أغسطس الجاري يقضي بـ:

• حرمان الهلال من المشاركة في نسخة 2026-2027 من كأس السوبر.

• تغريمه 500 ألف ريال سعودي.

• حرمانه من المخصصات المالية الخاصة بنسخة 2025-2026.

مع الإشارة إلى أن القرار ما يزال قابلًا للاستئناف.

دلالات التعديلات وتأثيرها

تؤكد هذه الخطوات أن الاتحاد السعودي عازم على ترسيخ الانضباط وحماية المنافسة من أي خلل قد يضر بسمعتها على المستويين المحلي والدولي، كما تعكس حرصه على ضمان حقوق الأندية الأخرى والرعاة والجماهير، في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بالدوري السعودي بعد استقطاب نجوم عالميين.

وبذلك، تدخل الأندية الموسم الجديد في أجواء مختلفة، حيث لم تعد اللوائح مجرد أوراق تنظيمية، بل سلاحًا فعالًا بيد الاتحاد لضبط السلوك وضمان استمرارية البطولات بأعلى معايير الاحترافية.

خلاصة القول

التعديلات الجديدة على لائحة المسابقات في السعودية ليست مجرد تغييرات شكلية، بل رسالة قوية بأن كرة القدم السعودية تسير بخطى ثابتة نحو مزيد من الانضباط والعدالة، بما يعزز مكانة الدوري السعودي كأحد أبرز الدوريات في المنطقة والعالم.